التكنولوجيا اليومية
·28/10/2025
لسنوات عديدة، كان هناك توازن غريب بين نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي: كانا يعكسان تقريبًا نفس الكمية من ضوء الشمس إلى الفضاء. ومع ذلك، تشير الأبحاث الجديدة إلى أن هذا التوازن بدأ يختل، حيث يمتص نصف الكرة الشمالي الآن طاقة شمسية أكثر من نظيره الجنوبي. يمكن لهذا الخلل الناشئ أن يغير بشكل كبير أنماط الطقس العالمية والمناخ في العقود القادمة.
أظهر البياض الأرضي، وهو مقياس ضوء الشمس المنعكس إلى الفضاء، تاريخيًا توازنًا شبه متساوٍ بين نصفي الكرة الأرضية. في حين أن نصف الكرة الشمالي يمتلك المزيد من اليابسة وقليلًا من الجليد البحري، ويهيمن على نصف الكرة الجنوبي المحيطات، كشفت بيانات الأقمار الصناعية من مهمة نظام الإشعاع السحابي والأرضي التابع لناسا (CERES) أن السحب الأكثر سمكًا في نصف الكرة الجنوبي عوضت عن الأسطح الأرضية الأكثر قتامة في الشمال. وقد خلق هذا انعكاسًا متماثلًا بشكل مدهش للطاقة الشمسية.
كشف تحليل لـ 24 عامًا من بيانات CERES، من عام 2001 إلى عام 2024، عن تغيير كبير. وجد العلماء أن نصف الكرة الشمالي يمتص حوالي 0.34 واط من الطاقة الشمسية لكل متر مربع لكل عقد مقارنة بنصف الكرة الجنوبي. هذا الانحراف عن التوازن السابق يثير قلق علماء المناخ.
تحدد الدراسة ثلاثة عوامل رئيسية لهذا التباين الناشئ:
في حين أن السحب تلعب دورًا طبيعيًا في تعويض الاختلافات بين نصفي الكرة الأرضية في انعكاس الطاقة الشمسية، فإن البيانات الحالية لا تظهر أي تغيير كبير في الغطاء السحابي من شأنه أن يعوض هذا الخلل الجديد. كيف ستستجيب السحب لهذا التباين المتطور يظل سؤالًا حاسمًا له تداعيات بعيدة المدى محتملة على ديناميكيات المناخ المستقبلية، بما في ذلك التحولات في أنماط الطقس وتوزيع هطول الأمطار.









