التكنولوجيا اليومية
·24/10/2025
كان الروبوت البشري الذي يساعد في البيت حلماً خيالياً، والآن يوشك أن يصبح أمراً نراه بالعين. يتوقع المختصون أن نهاية العقد الحالي، عام 2030، ستجلب معها ظهور هذه الآلات في كثير من البيوت، تقوم بطيّ الفرش وكنس الأرض وغسل الصحون وغيرها من الأعمال اليومية. هذه النقلة التقنية ستغيّر طريقة إدارة البيت وتقديم المساعدة الشخصية.
ظهرت كلمة «روبوت» قبل أكثر من مئة عام في مسرحية «R.U.R» لكاريل تشابيك، لكن الرؤية بعين الإنسان تتحقق اليوم. يتوقع كريس ماثيو، نائب رئيس قسم أنظمة المطورين في RealSense، أن كثيراً من البيوت ستضم روبوتاً بشكله البشري، وغالباً ما يحدث ذلك عام 2030. يؤكد هذا التنبؤ الاهتمام المتزايد في الصناعة، رغم أن بعض المحللين لا يزالون مترددين في إمكانية انتشار التقنية فوراً، ويصفون السوق الحالي بأنه «افتراضي تقريباً بالكامل».
أحد العوامل التي تدفع الناس لاقتناء الروبوت البشري هو ظهور نموذج عمل عملي. حين يصبح الروبوت قادراً على التنظيف والغسيل والطبخ البسيط وقطع العشب، تتغير الحسابات المالية. بدلاً من دفع سعر باهظ مقدماً، يستأجر المستهلك الروبوت مقابل اشتراك شهري. هذا الأسلوب، مثلما يحصل الهاتف الذكي على تحديثات لاسلكية ويتعلم وظائف جديدة، يفتح الباب أمام شريحة أوسع من الناس لاستخدام الروبوت المتقدم.
رغم التفاؤل، لا تزال عقبات تقنية قائمة. بطارية الروبوت الحالي تدوم ساعات معدودة، ويحتاج الأمر إلى عقد من الزمن ليشتغل الروبوت ثماني ساعات متواصلة. مع ذلك، يتسارع التقدم. تعمل شركات مثل NVIDIA على حزم «الذكاء الاصطناعي المادي» تهدف إلى تبسيط الهندسة اللازمة لبناء سلوك روبوتي قوي. تتكامل فيها القدرات اللغوية والبصرية والاستدلالية، فيسمح للروبوت بفهم أمر مثل «أحضر لي مشروباً» وتنفيذه.
بدأت التجارب الميدانية فعلاً. اختبرت BMW الروبوتات البشرية في مصانعها، ويعمل Tesla على روبوته Optimus رغم بعض مشكلات التصميم. تنتقل الشركات الناشئة والكبار من النماذج الأولية المخبرية إلى التطبيقات العملية، مثل تحضير القهوة أو المساعدة في تجميع خفيف. هذه الاستخدامات اليومية ضرورية لجمع البيانات اللازمة لصقل الروبوت الجاهز للمستهلك. يتوقع بعض المختصين سوقاً قيمتها خمسة تريليونات دولار عام 2050، ويُحتمل أن يعمل مليار روبوت بشري في ذلك الوقت.









