الصيام مقابل الأكل: نظرة علمية على كيفية تأثير عادات الأكل على قوة عقلك

الصحة اليومية

الصحة اليومية

·

05/11/2025

button icon
ADVERTISEMENT

انتشرت مؤخراً طريقة تُدعى الصيام المتقطع أو حصر الأكل في ساعات معينة من اليوم؛ فجذبت هواة الرياضة وموظفي المكاتب على حدّ سواء، في أمل الحصول على فوائد صحية ثابتة مثل خفض الزيادة والتحكّم في الأيض. مع ذلك، يتردد كثيرون في خوض التجربة، خشية أن يؤدي تخفيف الوجبات إلى إحساس بالخمول، أو توتر، أو تراجع في الإنتاجية. تُروى قصة اجتماعية تقول إن العقل يحتاج وقوداً دائماً ليظل حادّاً، لذلك يظل البعض يتساءل: هل ينقص الصيام من نشاطهم الذهني؟

تقدّم هذه المقالة مقارنة حيادية مسندة إلى دراسات بين حالة الصيام وحالة الأكل من حيث الأداء الذهني، بهدف توضيح الأمور لمن يفكر في تغيير نمط أكل.

ADVERTISEMENT

الأساس البيولوجي للصيام

لفهم الموضوع، من الأفضل معرفة ما يحدث بالجسم حين نصوم. تستخدم خلايا المخ عادة الجلوكوز الموجود على شكل جليكوجين في الكبد والعضلات. بعد نحو اثنتي عشرة ساعة من الامتناع عن الطعام تتضاءل هذه المخزونات.

عندها يحوّل الجسم مصدر طاقته. يبدأ بتحلّل الدهون لينتج كيتونات تختزل الكبد من الأحماض الدهنية، فتصبح الكيتونات وقوداً بديلاً للدماغ والجسم. كان هذا الانتقال ضرورياً لبقاء الإنسان الأول في أوقال قلة الطعام، واليوم يُعدّ منفعة صحية محتملة. مثلاً، يُطلق الصيام في بعض الأحوال عملية تُسمى الالتهام الذاتي، تُنظف خلالها الخلية مكوّناتها التالفة، ويتحسّن استجابة الأنسولين، فيسهّل على الجسم تنظيم سكر الدم.

ADVERTISEMENT

السؤال الأساسي: هل يُنغّص الصيام عمل الدماغ؟

على رغم الفوائد الجسدية الواضحة، يبقى القلق الأكبر لدى الطلاب والأهل والموظفين هو الأداء الذهني المباشر. أجاب على هذا سؤال تحليلي شامل وضع خلاله الباحثون 71 دراسة مستقلة نُشرت في سبعة عقود، وبلغ عدد المتطوعين فيها 3400 تقريباً.

كانت الخلاصة بيّنة: لدى البالغين الأصحاء لم يُلحظ فرق ذو دلالة في الأداء الذهني بين حالة الصيام وحالة الشبع. أدّى المتطوعون بنجاح اختبارات تُقيس الانتباه والذاكرة والتنفيذ، سواء أكلوا قبل الاختبار أم لم يأكلوا.

ADVERTISEMENT

تفاصيل واعتبارات مهمة

رغم تلك النتائج المطمئنة كشفت الدراسة نقاطاً حاسدة تؤثر في الدماغ أثناء الصيام. لا تعمل قاعدة موحدة على الكل.

1. العمر عنصر حاسم
البالغون لم يظهروا تراجعاً واضحاً. أما الأطفال والمراهقون فكان مختلفاً؛ تبدو أدمغتهم في طور النموّ حسّاسة لاختلاف طاقة اليوم القصيرة. لدى هذه المجموعة، ارتبط تخطي وجبة بضعف الأداء الاختباري، ما يؤكد الحاجية لإفطار منتظم لتعزيز التعلّم.

2. التوقيت والمدة يفرقان
أشار التحليل إلى أن فترات الصيام الأطول أظهرت فجوة أصغر أداءً بين حالتي الأكل أو الصيام. بمجرد أن ينتقل الجسم كلياً إلى الكيتونات يحصل الدماغ على طاقة مستمرة، فيقلّت تداعيات هبوط السكر. بالإضافة إلى ذلك، تبيّن أن الاختبارات التي تُجرى بعد الظهر أو المساء تتراجع فيها نتائج الصائمين قليلاً، ما يشير إلى أن الصيام قد يكبّر الانخفاض الطبيعي للنشاط في هذا الوقت.

ADVERTISEMENT

3. نوع المهمة والبيئة تؤثران
كنتائج جيدة عندما استخدمت التجارب محفزات خارجية مثل رموز أو أشكال، ولم يكن هناك فرق بين من أكل أو من صام. عندما كانت المهمة تتضمّن صور طعام انخفض أداء الصائمين، ما يعني أن الجوع لا يعطل الذهن بالكامل، لكنه يزيد قابلية المشارك للتشتّت حين يكون الطعام في محيط الشاشة أو في ذهنه.

ماذا يعني هذا لك

لمعظم البالغين الأصحّاء يوفّر هذا الدليل طمأنينة. من المرجّح أن التجارب الأولى مع الصيام المتقطع أو حصر الأكل في ساعات معينة لا تهدد حدة التفكير أو الإنتاجية اليومية، يمكن اكتساب المنافع الأيضية بعيدة المدى من دون خسارة الانتباه.

ADVERTISEMENT

ينبغي التنبّه: لا يُنصح إجمالاً بصيام الأطفال والمراهقين، إذ تحتاج أدمغتهم تدفقاً منتظماً من الوقود لتنمو وتتعلّم. كما قد يجد من تتطلب مهنتهم ذروة استعداد في وقت متأخر من اليوم، أو من يحوطهم الطعام دائماً، أن مواصلة الصيام أشقّ عليهم.

ينبغي النظر إلى الصيام أداة شخصية للصحة، لا وصفة عامّة. تختلف آثاره حسب العمر ونمط الحياة وبيولوجيا الفرد. كما هو الحال لأي تعديل كبير في النظام الغذائي أو الروتين الصحي، من الحكمة التشاور مع مختص الرعاية الصحية، بالأخصّ من لديه حالة طبية قائمة أو احتياج غذائي خاص.

قراءة مقترحة

18-06-2025
المشي لمسافات أطول: وصفة بسيطة لتخفيف آلام أسفل الظهر
تكشف الأبحاث الجديدة أن المشي لأكثر من 100 دقيقة يوميًا يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بآلام أسفل الظهر المزمنة، مما يوفر حلاً بسيطًا ومتاحًا.
ADVERTISEMENT
26-09-2025
أعد التفكير في ثلاجتك: 15 نوعًا من الأطعمة التي يُفضل تخزينها في درجة حرارة الغرفة
اكتشف 15 نوعًا من الأطعمة الشائعة، من الأفوكادو والطماطم إلى الخبز والشوكولاتة، التي يُفضل تخزينها في درجة حرارة الغرفة، وفقًا لأخصائيي التغذية. تعرف على كيفية تخزين هذه الأصناف بشكل صحيح للحفاظ على نضارتها ونكهتها.
02-10-2025
أطلق العنان لبشرة متألقة: إتقان الترطيب من الداخل والخارج
تعلم كيفية ترطيب بشرتك بشكل صحيح من الداخل إلى الخارج مع نصائح الخبراء حول النظام الغذائي، وتناول الماء، والعلاجات الموضعية، وتعديلات نمط الحياة لتحقيق بشرة صحية ورطبة.
11-07-2025
علاج ثوري لمرض السكري يؤخر ظهور الأعراض لسنوات
اكتشف تيبليزوماب، علاج جديد ثوري لمرض السكري من النوع الأول يؤخر ظهور الأعراض لسنوات، مما قد يلغي الحاجة إلى حقن الأنسولين. تعرف على كيفية عمل هذا العلاج الرائد وتأثيره على المرضى.
ADVERTISEMENT
13-06-2025
افتح صحة الكبد: 5 فواكه تعزز إزالة السموم
تعرف على 5 فواكه يمكن أن تساعد في إزالة السموم من الكبد وتحسين الصحة العامة، بما في ذلك الجريب فروت والتوت والتفاح والليمون والعنب.
20-11-2025
التعرف على تغيرات معدل ضربات القلب وإيقاعه: علامات حاسمة لنوبة قلبية
أكثر من 90٪ من مرضى النوبات القلبية يلاحظون تغيرات في معدل ضربات القلب أو إيقاعه. تعرف على سبب أهمية هذه العلامات والخطوات العملية للاستجابة في الوقت المناسب.
11-06-2025
النوم العميق: عامل حاسم في تقليل خطر الخرف
تكشف دراسة جديدة أن مرحلة معينة من النوم، وهي نوم الموجة البطيئة، ضرورية لتقليل خطر الإصابة بالخرف، خاصة لدى كبار السن. فقدان 1% فقط من هذا النوم العميق سنويًا يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف.
ADVERTISEMENT
04-09-2025
خلل جيني في طاقم تنظيف الدماغ يزيد من خطر الزهايمر
دراسة جديدة تكشف كيف يعطل متغير جيني الخلايا الدبقية الصغيرة (الميكروغليا)، طاقم تنظيف الدماغ، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر ويوفر أهدافًا علاجية جديدة.
13-10-2025
فهم الالتهاب المزمن: الالتهاب الصامت للشيخوخة
تعرف على الالتهاب المرتبط بالعمر، وهو الالتهاب المرتبط بالعمر والذي يرتبط بالأمراض المزمنة وآلام الشيخوخة. افهم أسبابه وتداعياته على الصحة.
29-07-2025
فحص دم جديد يتنبأ بخطر الإصابة بنوبة قلبية مستقبلية
فحص دم جديد يمكن أن يتنبأ بخطر النوبة القلبية المستقبلية عن طريق تحليل بروتينات معينة، مما يوفر تحذيراً أكثر دقة ومبكراً للرعاية الوقائية.
ADVERTISEMENT