
الصحة اليومية
·04/09/2025
كشفت دراسة حديثة عن عادة شائعة عند استخدام المرحاض تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالبواسير. قضاء وقت طويل جدًا على المرحاض، غالبًا بسبب استخدام الهاتف الذكي، يمكن أن يرفع فرص الإصابة بهذه الأوردة المتورمة المؤلمة بنسبة تصل إلى 46%. يسلط هذا الاكتشاف الضوء على العواقب الصحية غير المقصودة للعادات الرقمية الحديثة.
أجرى باحثون من مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي في بوسطن مسحًا على 125 بالغًا يخضعون لتنظير القولون حول نمط حياتهم وعاداتهم في المرحاض. وجدت الدراسة، التي نُشرت في PLOS One، أن جزءًا كبيرًا من المشاركين اعترفوا باستخدام هواتفهم أثناء وجودهم في المرحاض. من بين أولئك الذين قضوا أكثر من خمس دقائق في المرحاض، كان 66% منهم يستخدمون هواتفهم، مقارنة بـ 7.1% فقط من أولئك الذين قضوا وقتًا أقل.
يُعتقد أن الجلوس المطول، الذي يتفاقم غالبًا بسبب تشتت الانتباه بالهاتف الذكي، يزيد الضغط في الأنسجة الشرجية والمستقيمية. يمكن أن يتسبب هذا الضغط المستمر في تورم الأوردة وتمددها، مما يؤدي إلى تكوّن البواسير. أشارت الدكتورة تريشا باسريشا، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إلى أنه بينما لا تزال الآليات الدقيقة قيد الكشف، فمن المرجح أن يلعب موقع ومدة استخدام الهاتف الذكي في الحمام دورًا.
ينصح خبراء الصحة الأفراد بترك هواتفهم الذكية خارج الحمام والحرص على أن تستغرق حركة الأمعاء بضع دقائق فقط. إذا استغرقت حركة الأمعاء أكثر من 10-15 دقيقة، يُقترح النهوض والمحاولة مرة أخرى لاحقًا، أو تقييم ما إذا كان التأخير ناتجًا عن تشتت الانتباه بدلاً من الصعوبة. يقترح بعض الخبراء حتى الجلوس على مقعد المرحاض نفسه إذا احتاج المرء لحظة هدوء، بدلاً من الانشغال بجهاز.
بينما يُعد استخدام الهاتف الذكي عاملًا جديدًا مهمًا، تشمل الأسباب الأخرى المعروفة للبواسير الإمساك، ورفع الأثقال، والحمل، والعوامل الوراثية، والسمنة، وضعف الأوردة المرتبط بالعمر. أوضحت الدراسة أيضًا أن الإجهاد أثناء التبرز، وهو سبب كان يُشتبه به سابقًا، لم يُظهر زيادة في المخاطر في نتائجهم، مما يميزها عن الأبحاث السابقة.
يدعو مؤلفو الدراسة إلى مزيد من الأبحاث لتتبع المرضى بمرور الوقت واختبار الاستراتيجيات التي تهدف إلى تقليل وقت الجلوس المطول في المرحاض. الهدف هو فهم أفضل وتخفيف تأثير العادات الحديثة على هذه الحالة الشائعة وغير المريحة.