
الصحة اليومية
·08/07/2025
تكشف دراسة رائدة أن ما يقرب من 75% من حالات سرطان المعدة المستقبلية يمكن الوقاية منها عن طريق فحص وعلاج عدوى بكتيرية شائعة، وهي الملوية البوابية. يسلط هذا البحث، الذي قادته الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، الضوء على فرصة كبيرة للتدخل في مجال الصحة العامة، خاصة بالنظر إلى الارتفاع المثير للقلق في سرطان المعدة بين الفئات الشابة.
تم تحديد العدوى المزمنة بالبكتيريا الملوية البوابية باعتبارها أهم عامل خطر للإصابة بسرطان المعدة. والأهم من ذلك، أن عامل الخطر هذا يمكن الوقاية منه من خلال الجمع بين المضادات الحيوية ومثبطات مضخة البروتون (PPIs). على الرغم من ذلك، فإن معدل الإصابة بسرطان المعدة لدى الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا في اتجاه تصاعدي.
استخدمت دراسة الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) نماذج واسعة النطاق للتنبؤ بالعبء العالمي لسرطان المعدة، وتحديدًا لأولئك الذين ولدوا بين عامي 2008 و 2017. تشير التوقعات إلى أنه إذا ظلت استراتيجيات العلاج والوقاية الحالية دون تغيير، فستظهر ما يقرب من 15.6 مليون حالة جديدة من سرطان المعدة على مستوى العالم خلال حياة هذه المجموعة. يُعزى 76% من هذه الحالات بشكل مباشر إلى عدوى الملوية البوابية، مما يجعلها قابلة للوقاية.
تؤكد الأبحاث على التأثير العميق الذي يمكن أن تحدثه برامج الفحص والعلاج الفعالة للبكتيريا الملوية البوابية:
تعتبر هذه الاستراتيجيات فعالة من حيث التكلفة، حتى في البيئات منخفضة الدخل، وهي مماثلة لحملات التطعيم الناجحة لفيروس الورم الحليمي البشري أو التهاب الكبد B. تؤكد الدراسة على الحاجة إلى زيادة الاستثمار في الوقاية من سرطان المعدة، بما في ذلك تنفيذ استراتيجيات "الفحص والعلاج" القائمة على السكان للبكتيريا الملوية البوابية.
تقر الدراسة ببعض القيود، مثل عدم وجود سجلات موثوقة للسرطان في بعض البلدان منخفضة الدخل، مما قد يؤدي إلى التقليل من شأنها. افترض نموذج المحاكاة أيضًا معدلات ثابتة للإصابة بالسرطان وممارسات الفحص، وانتشارًا ثابتًا للبكتيريا الملوية البوابية.
على الرغم من هذه القيود، تقدم النتائج دعوة واضحة للعمل. إن القضاء على البكتيريا الملوية البوابية هو استراتيجية ميسورة التكلفة ومثبتة يجب إعطاؤها الأولوية. يمكن تصميم البرامج لتناسب مستويات الدخل المختلفة، من الفحص القائم على التنظير الداخلي في البلدان ذات الدخل المرتفع إلى الفحص على مستوى السكان والعلاج المبكر في البلدان ذات الدخل المنخفض. علاوة على ذلك، يسلط الباحثون الضوء على أهمية الاستثمار في تطوير لقاح للبكتيريا الملوية البوابية.
تقدم هذه الدراسة رسالة قوية: يظل سرطان المعدة يشكل تهديدًا صحيًا عالميًا كبيرًا، لا سيما بالنسبة لشباب اليوم. ومع ذلك، من خلال التدخلات المستهدفة والقائمة على الأدلة مثل فحص وعلاج البكتيريا الملوية البوابية، يمكن إنقاذ ملايين الأرواح.