ألعاب يومية
·23/10/2025
تعود سلسلة كاتاماري المحبوبة بجزء جديد يحمل عنوان «ذات مرة كانت هناك كاتاماري»، ويخطو الجزء خطوة جريئة نحو أرض لم تطأها السلسلة من قبل. يجمع العنوان بين سحر كاتاماري المعهود وغرابته، ويضيف له آلية سفر عبر الزمن لم يسبق لها مثيل، فيمنح اللاعب تجربة غير مألوفة ومثيرة. تبدأ المغامرة بمعارك رعاة البقر، وتمر بعمليات سطو يقوم بها النينجا، وتنتهي باشتباكات القراصنة، فتمنح اللاعب مشاهد متنوعة لا تتكرر.
«ذات مرة كانت هناك كاتاماري» تواجه تحويل الصيغة الأركيدية إلى الكمال، فتطرح فكرة السفر عبر الزمن. يتدحرج أمير الكون في كل مرة بعصر مختلف: من اليابان في عهد إيدو إلى الغرب الأميركي القديم، ثم إلى مصر الفرعونية. يحمل كل عصر طابعه الخاص، ويملأه أشياء لا تُوجد في غيره، فيمنح اللاعب تنوعًا غير مسبوق داخل الحلقة المألوفة.
جوهر اللعبة لم يتغير: تدحرج الكرة واجمع ما يصادفك لتكبر. يحرك اللاعب العصا المزدوجة ليقود الكاتاماري قبل انتهاء الوقت، ويختار الأشياء التي تضيف الحجم بسرعة. تحدّي الفيزياء والمناورة بالكرة المتزايدة لا يزال ممتعًا كما كان.
تتألق اللعبة حين تلقي باللاعب في مهام غير تقليدية، تستغل الخلفية التاريخية لتصنع مواقف لا تحدث إلا هنا. في اليابان الإيدوية مثلاً، يجمع اللاعب أطعمة لتُكوّن درعًا حربيًا، فتتغير هيئة الكاتاماري تدريجيًا. في مشهد آخر تبدأ معركة بين سفينتين قرصانيتين، ثم يظهر كراكن عملاق، فتتحول البيئة بالكامل.
بصريًا، العنوان بهية. حافظ المطور على أسلوب البكسل المنخفض، لكنه صقله في كل عصر، فبدت القطع اليابانية التقليدية واضحة التفاصيل، وبدت أدوات رعاة البقر حادة الحواف. الموسيقى التصويرية تنسجم مع المشهد، فتعيد ألحانًا قديمة مع ألحان جديدة لا تُقاوم.
رغم النجاح الكبير، لا تخلو اللعبة من عيوب بسيطة. بعض المراحل تضيق على اللاعب، خصوصًا حين تضع سقفًا لحجم الكاتاماري أو تطلب جمع عناصر محددة بدل التدحرج الحر الذي يميز السلسلة. التعزيزات الجديدة ووضع المعركة موجودان لكنهما لا يغيران من عمق التجربة شيئًا يُذكر.
مع هذه الملاحظات البسيطة، تبقى «ذات مرة كانت هناك كاتاماري» خطوة مبهرة إلى الأمام. فكرة السفر عبر الزمن، إلى جانب الجرافيك الساحر واللعب المشوق، تجعل منها لعبة لا يُمكن للمحبين القدامى أو الجدد تفويتها.









