السيارة اليومية
·03/11/2025
لقد تغير عالم السيارات كثيرًا منذ عام 2001. آنذاك كانت فكرة وجود سيارة دفع رباعي سريعة أمرًا غير مألوف، أما السيارات التي تعمل بالبطارية فكانت حصرًا ضمن مشاريع تجريبية. حين نراجع ما بُني منذ ذلك الحين، نجد طرازات محددة غيّرت مسار الصناعة بالكامل.
أبرز التحولات كان انتشار سيارات الدفع الرباعي. في 2002 طرحت بورش - المتخصصة حتى ذلك الحين في السيارات الرياضية - طراز كايين. أثبتت السيارة أن المركبة ذات الدفع الرباعي قادرة على تقديم أداء عالٍ مثل أي كوبيه رياضي. هذا الإثبات شجّع العلامات التجارية الفاخرة الأخرى على إنتاج أشكال مماثلة. بعد أربع سنوات، أطلقت نيسان قشقاي لتؤسس فئة جديدة: مركبة ارتفاع قيادتها مثل الدفع الرباعي لكن أبعادها أصغر ولا تحتوي على أجهزة ثقيلـة للطرق الوعرة التي لا يستخدمها سوى قلة. تلك الفئة أصبحت تُعرف لاحقًا بالكروس أوفر، وباتت تنتجها اليوم كل شركات السيارات تقريبًا.
الاتجاه الثاني تمثل في إعادة إنتاج تصاميم قديمة. عام 2001 أعادت بي إم دبلو إحياء اسم ميني. رغم أن البعض انتقد حجمها الأكبر وسعرها الأعلى مقارنة بالميني الأصلية، إلا أن شكلها المستوحى من الخمسينيات ومتعة قيادتها ساعداها على بيع أعداد كبيرة. أظهرت التجربة أن المشترين يقبلون على دفع مبلغ إضافي مقابل سيارة صغيرة ذات طابع خاص. سارت فيات على النهج ذاته عام 2007 حين أطلقت فيات 500 الجديدة؛ سيارة صغيرة استخدمت خطوط الموديل الأصلي من خمسينيات القرن الماضي، واستمرت مبيعاتها قوية لسنوات.
أما التحول نحو السيارات الكهربائية فقد بدأ يتسارع بعد 2010. كانت هناك محاولات مبكرة، لكن موديل 3 الذي بدأت تسلا تسليمه عام 2017 هو أول سيارة ببطارية وفرَت مدى 350 كلم تقريبًا وشبكة شحن جاهزة، فصار خيارًا يعتمد عليه يوميًا. استمر النمو في سوق السيارات الكهربائية حتى صار طراز مثل هيونداي أيونيك 5 في 2024 مثالًا على أن المركبة الكهربائية قادرة على إرضاء عشاق القيادة. بيعت تلك الطرازات بأعداد كبيرة، ورسّخت التوقعات التي يبني عليها المصممون حالياً وبناءً عليها تصمّم السيارات التي ستصل خلال السنوات القادمة.









